بقلم رئيس التحرير
سمير المسلمانى
من الأشياء التي تشغل بالي دائما هو كيف لنا ان نربط الوطن دائما بأسماء اشخاص ( فقد كنا مصر عبد الناصر..مصر السادات مصر مبارك .. مصر مرسي .. مصرالسيسي ).
ونحن بلا أي وعي نضع امام أبناء الوطن علاقة طردية بين كلمة الوطن وبين من يحكم الوطن فيصبح الأمر غاية في الخطورة فمن يعارض مبارك فهو يكره مصر ومن يكره مرسي فهو يكره مصر .. ومن يغضب من السيسي فهو يغضب من مصر !!
وهذا أمر جلل ولو تعلمون عظيم .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد تركنا الأمور تصل الى ان يتم وصف الدولة بأنها دولة أشخاص فهذه دولة ( احمد عز ) وهذه دولة ( خيرت الشاطر ) وهذه دولة مرتضى منصور .. وكل هذا يتم وضعه في عقلية ( الشباب المصري ) بشكل غير مباشر فيصبح الإنتماء لمصر ( الوطن ) متوقف عند الإنتماء الى ( الرئيس او النظام او الشخص ) وهناك تقبع مشكلة رهيبة لا يمكن ان نتعامل معها بهذه السطحية أكثر من ذلك .
عندما يفقد جزء كبير من شباب الوطن فكرة الانتماء للوطن وفكرة تعظيم الوطن واصبح النادي أهم كثيرا من الوطن .. والفريق أهم كثيرا من المنتخب .. والرئيس أهم كثيرا من الوطن .. ورئيس العمل أهم كثيرا من العمل .. أصبحت مصر لا تمتلك شخصية يمكن ان نتعامل معها .
اصبح الشباب المصري محاطا بثقافات لا يمكن ان نطالبه بعدم الاطلاع عليها في وسط عالم مفتوح على مصرعيه للجميع … فأصبح لدينا مجموعة شباب تعتقد بأن كل ما يأتي من الغرب هو الخير كله .. هو الصحيح كله .. ومجموعة أخرى ترى ان كل من يلبس جلباب هو عالم جليل وان الدين لا يأتي الا منه.. ومجموعة ثالثة .. ترى ان المال هو صاحب السطوة وانه يسيطر على كل شيء .. ومجموعة رابعة تركت الكل وقررت ان تغلق على نفسها بابها وتعيش في عزلة مقصودة لا يمكنها الخروج منها .. وتبقى جزء خامس تعرف على الفارق بين الوطن والرئيس والنادي والمنتخب ولازال يحارب من اجل ( الوطن ) دون غيره .
من هنا .. ضاعت من هذا الوطن شخصيته التي يمكن ان تميزه بين الأمم ولذلك فنحن في أمر خطير وجب فيه تحرك الجميع وان نعيد صياغة الأمور الى نصابها الطبيعي حتى لا نعود الى ما قبل 25 يناير و 30 يونيو .. فيبقى الوطن هو ( الرئيس ) ويعود المنتخب ( الأهلي او الزمالك ) وتبقى الدولة ( دولة عز او مرتضى منصور او الشاطر ) .
انها دولة مصر أيها الشباب … اعلم انكم ليس لديكم يد في كل ما يحدث الأن ولكن وجب عليكم جيدا ان تفرقو بين ( الوطن ) ونظام الحكم .. وان تفرقو .. بين ( الوطن ) وبين أسماء موجودة في هذا الوطن .
فهذا الوطن هو ( مصر ) وليس ( عز او مبارك ) ولا ( منصوراو الشاطر ) ولا الأهلي .. ولا الزمالك .. انها مصر يا سادة … وعلى الدولة المصرية بكل ما فيها ان تبدأ في حملة كبرى لإعادة هذه الصياغة للجميع مرة أخرى.. فإن أردتم ان يبقى الوطن .. فعليكم ان تعيدو تعريف الوطن للجميع .. فالوطن .. هو مصر .. فقط ليس مضافا لها اسما أخر .
وعندما نقول ( تحيا مصر ) فهذه لا تخص شخص .. ولا تخص .. نظام .. ولا تخص حكومة .. ولا تخص رئيس .. يجب ان تخص ( شعب كامل ) بما فيهم كل المختلفين مع النظام او لا يحبون النظام او غير مقتنعين بالنظام .. فالفارق شاسع بين النظام والوطن … فعندما يقوم مجموعة من الشباب بسب ( رئيس ناديهم ) فهم لم يسبو مصر .. ولم يقولو ( تسقط مصر ) لقد سبو شخص ما له منصب في مصر والفارق شاسع .
وعندما يتخيل شخص ما ( انه هو مصر ) فهنا يجب ان يقف امامه مسئول ما في هذا البلد ليقول له ( انت وانا واي اسم اخر نكرة ) أمام اسم مصر … بس خلاص !!!